الاستعمار
و نهاية القبيلة - قبيلتي الخلوط و الطليق نموذجا-
بدرالدين
الخمالي
الصورة المرفقة هي لوحة نادرة لمدنية القصر الكبير في نهاية القرن التاسع عشر - منشورة بمجلة البوم ايبروامريكانو بتاريخ 7 ابريل 1894
لكن و مع ذلك لن تمضي سوى بضع أشهر من الإفراج عنه حتى تم تعيين بوسلهام الرميقي
باشا على مدينة القصر بمقتضى ظهير المولى
عبد الحفيظ المؤرخ في 19 رمضان المعظم سنة 1327 هجرية حيث جاء فيه ( خدامنا
الارضين اهل مدينة القصر
الكبير كافة وفقكم الله وسلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد فقد ولينا عليكم
خديمنا الارضى القائد بوسلهام الرميقي و أسندنا إليه النظر في أموركم فنأمركم أن
تسمعوا وتطيعوا لما أوليناه من الأمر و النهي في أمور خدمتنا الشريفة أسعدكم الله
به و أسعده بكم و وفق الله الجميع لما فيه رضاه و السلام.)كان لتعيين بوسلهام الرميقي باشا على مدينة القصر الكبير
بالإضافة إلى ولايته على قبيلتي الخلوط و الطليق كبير الأثر على سير الأحداث التي ستعرفها المنطقة بشكل عام و
قبيلتي الخلوط و الطليق بشكل خاص.فقد انعكس هذا التعيين بشكل سلبي على الوضع الداخلي
للقبيلتين و زاد من حدة الانقسام داخلها في ظل رفض عدد كبير من أعيان
القبيلتين لاستمرار بوسلهام الرميقي قائدا عليهما خاصة و انه كان معروفا عنه صلفه و
تسلطه و خدمة مصالحه وغضه النظر عن عمليات السلب و النهب التي تمارسها العصابات
المسلحة التي كان يرأسها بعض الأشخاص الذين لهم علاقة تبعية بالقائد المذكور
كالمسمى احمد بن عبد المالك.أما من جهة أخرى فقد كان الشريف مولاي احمد
الريسوني بعد انضمامه للمخزن الحفيظي و
تعيينه باشا على مدينة أصيلة و سائر القبائل الجبلية في 27 صفر 1328 هجرية الموافق لسنة 2010 قد بدا حملة عسكرية اخضع بموجبها قبائل بني يدر
و وادي بوخيامة و اثنين سيدي اليماني و بني كرفط و مصلة امكرول و ال سريف واجبرهم
على أداء الضرائب و المكوس و بعث بها للمولى عبد الحفيظ مما زاد من حظوته لديه.ثم بدا يتوق لضم قبيلتي الخلوط و الطليق و مدينتي القصر
الكبير و العرائش لنفوذه و هذا ما سيجعله يدخل في صراع مباشر مع الباشا بوسلهام
الرميقي خاصة و أن العداوة كانت قائمة بينهما لان الريسوني هو من قام بالقبض على
الرميقي عقب مقتل الطبيب البريطاني و هو من وجهه أسيرا للمنبهي بطنجة.حول هذه الواقعة يقول المختار السوسي في كتابه المعسول حكاية
عن القائد الناجم الاخصاصي ( ...قال فبينما نحن جالسون عشية اذا بالمنابهي وقف
علينا ببغلته وحده فانزلناه فصرنا نهيء له ما امكننا مما نحسن طبخه فاذا به اكتفى
ببيض و حليب و سكر ثم امرنا نحن الفرسان بالركوب معه. فركبنا فمررنا
بالريسوني فاذا به على بغلته و امامه نحو مائتين من رجال جبالة كانهم فهود او غزلان
خفة و قوة.
فكانت بغال المنابهي تمشي مشيا عجيبا بالهملجة السريعة
المستمرة و نحن وراءها في جري الخيل و أولئك الشبان الجبليون يقفزون امام البغال كأنهم
لايعيون و لا يحسون في الجري بأي لغب وسلاحهم في أيديهم كأنهم لا يحسون له ثقلا مع
جريهم المتتابع .فسرنا حتى و صلنا بعد مسيرة يوم إلى معسكر بسيدي اليماني
يرأسه ولد لمولاي عبد السلام الامراني
ومعه قواد و هم جيش كثيف رابط هناك بإذن السلطان الجديد فنزلنا عندهم
فإذا بطلقات الرصاص تدوي في الفضاء
فقال لنا المنابهي الحقوا مولاي احمد الريسوني فذهبنا مسرعين فوجدناه قد اعتقل
القائد بوسلهام الرميقي الخلطي و الملالي ابن اخيه ثم اراد ان يعتقل خليفة له اسمه
العيطور فدافع عن نفسه بالرصاص الذي سمعناه ثم اعجزهم هربا ولم ندر السبب الذي
اعتقل من اجله الريسوني القائد الرميقي مع ان هذا قائد كبير وهو قائد الخلط وقد
اتى بقبيلته فرابط بها مع ابن عبد السلام الامراني ثم اخذ النهب في متاع الرميقي
فانتهبنا بين المنتهبين ما قدرنا عليه ثم
دفع لنا الريسوني اسيريه لنوصلهما إليه في طنجة ثم أطلقا بعد اسبوعين فقط لان
الرميقي كان تحت الحماية الالمانية و المحميون انذاك لا ينال ادنى ضر و حتى اذا
نالهم فسرعان ما يزول) المعسول في الالغيين و اساتذتهم و تلامذتهم و أصدقائهم
السوسيين – القسم الخامس – المجلد العشرون – القائد الناجم الاخصاصي ص 68-69
Commentaires
Enregistrer un commentaire