الزاوية الشرقاوية بقبيلتي الخلوط و الطليق


الزاوية الشرقاوية بقبيلتي الخلوط و الطليق
مركز ريصانة للدراسات و الابحاث في تاريخ قبيلتي الخلوط و الطليق


على النقيض تماما من الزاوية الشرقاوية الأم بابي الجعد التي طافت شهرتها الأفاق و امتد إشعاعها الصوفي في الأرجاء فان الزاوية الشرقاوية بقبيلة الخلط و الطليق بقيت مندرسة الأثر غميسة الخبر خافتة الإشعاع خاملة الذكر فلم يؤلف في تاريخها شيء تقريبا ولم تحظى باهتمام الباحثين و لم يرنو اليها نظر المتشوفين.
حتى جاء المستشرق الاستعماري ميشو بلير الذي سلط عليها بعض الضوء في دراسته المرجعية حول القبائل العربية بحوض اللكوس من خلال البحث في أصل شرقاوة الخلط و الطليق و زاويتهم.
أما بالنسبة لأصل شرقاوة البدور فيرجعه ميشو بلير إلى قبيلة البدور الطليق دون أي تحديد يذكر.
فيما ينتسب كثير من شرقاوة الخلط و الطليق المنتشرين بدواوير القبيلة طولا و عرضا إلى سيدي عبد السلام المكناسي الشرقاوي الذي قدم من الزاوية الأم بابي الجعد أول الأمر إلى سهل الغرب ثم تزوج وهاجر هو وزوجته و أبنائه السبعة شمالا و استقر بقبيلة الخلط بجوار سيدي البياتي ناحية القصر الكبير ثم رحل بعد ذلك إلى الوطا بقبيلة الطليق قبل أن يشد الرحال إلى قبيلة ال سريف ثم عاد مرة أخرى إلى الوطا كما أقام بدوار الدباريين ثم بدوار أولاد الرياحي بالقرب من اثنين سيدي اليماني أما دوار شرقاوة الذي إليه ينتسب شرقاوة فيقع بالبدور بمجال قبيلة الطليق .
وقد ظل هذا الدوار جزءا لا يتجزء من النسيج القبلي للطليق ولم يتحول الدوار إلى زاوية أو مركز للشرفاء الشرقاويين إلا في نهاية القرن التاسع عشر حين ظهر وذاع صيت الشريف سيدي العربي بن داوود الشرقي الذي عمل على تأسيس زاويته بالدوار المذكور.
يذهب ميشو بلير إلى أن دوار شرقاوة الطليق ظلوا لزمن طويل لا تربطهم أية صلة بالشرفاء الشرقاويين الى أن نزل بهم احد طلاب العلم من شرفاء ابي الجعد في منتصف القرن التاسع عشر من اجل تعليم أبناء دوار شرقاوة القران و إمامة الصلاة فاستغل الشبه بين الكنيتين فادعى نسبة شرقاوة للشرفاء الشرقاويين و قام بتأسيس الزاوية الشرقاوية بالدوار المذكور كما حملهم إلى الشيخ سيدي العربي بن داوود الشرقي الذي شجعهم على ذلك.
و من اجل تأكيد نسبة شرقاوة البدور إلى الشرفاء الشرقاوين فقد قام باستدعاء عدلين وكتابة وثيقة عدلية تشهد على نسب شرقاوة البدور بقبيلة الطليق إلى الشيخ سيدي بوعبيد الشرقي دفين أبي الجعد.
و بمساندة من شيخ الزاوية الشرقاوية سيدي العربي بن داوود فقد استطاع شرقاوة الطليق استصدار ظهير من السلطان المولى عبد العزيز بالاحترام و التوقير و الاعتراف بنسب شرقاوة الطليق لسيدي بوعبيد الشرقي.
إلا أن قائد قبيلتي الخلوط و الطليق السي عبد القادر بن الحاضي الخلخالي رفض الاعتراف بنسب شرقاوة البدور لشرفاء سيدي بوعبيد الشرقي كما منعهم من اقامة زاويتهم بدوار شرقاوة..
مما دفع اعيان شرقاوة البدور للجوء إلى شيخ الزاوية الوزانية مولاي العربي الوزاني طالبين منه أن يتدخل لدى السلطان من اجل السماح لهم بإقامة زاويتهم وثني القائد الخلخالي عن تعنته في رفض انتسابهم لشرفاء أبي الجعد.
لم يتواني مولاي العربي الوزاني في الاستجابة لطلبهم كما عرض عليهم أن يصبح دوار شرقاوة بالبدور عزيبا تابعا للزاوية الوزانية من اجل ضمان حمايته.
إلا أن مساعي شريف وزان لم تسفر عن شيء بسبب سطوة القائد عبد القادر الخلخالي و وقوة نفوذه
مما دفع شرقاوة الطليق إلى اللجوء للمولى عبد العزيز مباشرة طالبين منه أن ينزع ولايتهم عن القايد الخلخالي و أن يسندها لقائد قبيلة سفيان السي محمد بن عبد الله الفضلي.
و بدعم من شيخ الزاوية الشرقاوية بابي الجعد سيدي العربي بن داوود استجاب المولى عبد العزيز لطلب شرقاوة البدور فعمدوا إلى فتح زاويتهم الشرقاوية تحت حماية القائد المذكور إلا أن هذه الزاوية لن تستمر طويلا خاصة بعد وفاة الشيخ العربي بن داوود الشرقي.

Commentaires