الباشا بوسلهام بن علي الرميقي - بقلم بدرالدين الخمالي

 

 الباشا بوسلهام بن علي الرميقي - بقلم بدرالدين الخمالي

L’image contient peut-être : ‎1 personne, ‎texte qui dit ’‎مرکز ريصانة للدراسات و الأبحاث حول تاريخ قبيلتي الخلوط الطليق القايد الرميقي ةلسيرة دراسةلسيرة الباشا بوسلهام علي الر ميقي بقلم بدرالدين الخمالي‎’‎‎

من الراجح القول بان الفترة الممتدة من سنة 1900 إلى 1912 كانت فترة اضطرابات سياسية و اجتماعية جد خطيرة في تاريخ المغرب أثرت و بشكل بالغ على استقلاله و سيادته وهي الفترة التي تلت وفاة الصدر الأعظم باحماد بنموسى.[1]

و كما يجمع المؤرخون و الباحثون على تسمية تلك الاضطرابات بمصطلح السيبة فإنهم يجمعون كذلك على أن المجالات القبلية كانت الميدان الأبرز لتفشي السيبة التي كانت تتجسد سياسيا في تغول السلطة القيادية و السياسة الضريبية العزيزية [2]و انتشار اللصوصية و قطع الطريق كما كان من ابرز مظاهرها التدخل الأجنبي و انتشار الحمايات القنصلية و المخالطات مما أدى إلى تحول المغرب إلى مسرح للصراع الدولي حول تقاسم ثروات المغرب و الاستحواذ عليها.[3]

لم تكن قبيلتي الخلوط و الطليق وسهل اللكوس و الغرب بمناى عن هذه الاحداث سواء على المستوى السياسي او الاجتماعي و قد كان اغتيال الباشا عبد القادر بن الحاضي الخلخالي بأصيلة سنة 1904 من أكثر المؤشرات دلالة على تدهور الوضع السياسي و الاجتماعي بالقبيلتين و منطقة الشمال الغربي و انهيار السلطة القيادية بهما حيث سيؤدي هذا الحادث إلى إعادة تقسيم السلطة القيادية في القبيلتين إلى ثلاث ولايات تضم أولاد يعقوب و أولاد عمران و الطليق مما أدى إلى إضعاف سلطة القياد و تفشي التمرد على سلطة المخزن العزيزي و ازدياد حالات الاعتداء بين دواوير القبيلتين و قطع الطريق و الهجوم المتكرر على مدينة القصر الكبير.[4]

و كان من الطبيعي بعد فشل القياد الثلاثة في ضبط الأوضاع بقبيلتي الخلوط و الطليق أن يعمد المخزن العزيزي على تعيين شخصية جديدة لتولي قيادة القبيلتين خاصة بعد الرسالة الشديدة اللهجة التي بعث بها المولى عبد العزيز لاعيان و كبراء و اشياخ و قياد قبيلتي الخلوط و الطليق في 20 جمادى الاولى سنة 1320 و التي توعد فيها القياد الثلاثة إما بضبط الأمور في القبيلتين او العزل.[5]

وهكذا برز على مسرح الاحداث الرميقيون باعتبارهم عائلة مخزنية ( الخلوط  اولاد جلول - الكيش ) و خاصة بوسلهام الرميقي من اجل قيادة القبيلتين و اعادة الامن و الاستقرار للقبيلتين.

الا ان الاستعماري ميشو بلير كان له راي اخر يفيد بان بوسلهام الرميقي انما استغل الاوضاع المضطربة للقبيلتين وعمد الى شراء منصب القائد بمبلغ 80.000 دورو دفعها لقائد المشور ادريس بن يعيش الذي يعتبر العقل المدبر لكل الاضطرابات التي كانت تشهدها القبيلتين بسبب اطلاقه ليد اللصوص و استفادته من عمليات نهب المواشي و البهائم المسروقة و بيعها و التي كان يقوم بها احد اشهر اللصوص بقبيلة الخلوط و هو المسمى بوسلهام بن المختار العيطور من اولاد الغماري الذي كان يعتبر احد المساعدين الأساسيين للقايد بوسلهام الرميقي.[6]

ان اتهام ميشو بلير للقايد بوسلهام الرميقي بالوقوف وراء عمليات اللصوصية التي كانت سائدة بالقبيلة لم يقف عند هذا الحد بل ان الصحافة الفرنسية شنت هجوما لاذعا على القائد بوسلهام الرميقي بعد تعيينه من قبل المولى عبد العزيز قائد على قبيلتي الخلوط و الطليق سنة 1905 و استقراره بمدينة القصر الكبير خاصة بعد ان استهل فترة توليته بشنه حملة قاسية على عدد كبير من أهالي القبيلتين القاطنين بمدينة القصر الكبير و قيامه بتجريدهم من أملاكهم و ومطارتهم و طردهم إلى خارج المدينة وخاصة من المخالطين و الحاصلين على الحماية القنصلية الفرنسية و البريطانية مما اعتبر بمثابة انحياز سافر للمصالح الألمانية و الاسبانية.

و قد كان للسياسة التي اتبعها القائد بوسلهام الرميقي في العلاقة بالمصالح الفرنسية و البريطانية الأثر البالغ على سمعة بوسلهام الرميقي و سلطته في المنطقة سيظهر ذلك بجلاء بعد الانقلاب الذي حدث في فاس على سلطة المولى عبد العزيز و تنصيب اخيه المولى عبد الحفيظ مكانه.

يتبع ....



[1]  الخديمي علال – الحركة الحفيظية او المغرب قبيل فرض الحماية الفرنسية – دار ابي رقراق الرباط- الطبعة الأولى 2009 – ص47

[2]  الخديمي علال – مرجع سابق ص 52

[3]  الخديمي علال – المغرب في مواجهة التحديات الخارجية 1851-1947 – افريقيا الشرق الدار البيضاء – الطبعة الأولى 2002 ص 18

[4]  رسالة المولى عبد العزيز إلى القائد بوسلهام بلهرادية الطليقي في 14 جمادى الاولى سنة 1322

[5]  رسالة المولى عبد العزيز إلى اعيان قبيلتي الخلط و الطليق المؤرخة في 20 جمادى الأولى سنة 1320

[6]              Micheaux Bellaire - Archives Marocaines – les tribus arabes de la vallé de lukkous- volume 5 – 1905-p 66

Commentaires