الباشا بوسلهام بن علي الرميقي و الطريقة التجانية - بقلم بدرالدين الخمالي

 

L’image contient peut-être : plein air

 

الباشا بوسلهام بن علي  الرميقي  و الطريقة التجانية 

 

من بين الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في سيرة الباشا بوسلهام بن علي الرميقي تعلقه بالتصوف و خصوصا الطريقة التجانية التي كان يعد احد مريديها وكان يولي الاهتمام البالغ لزاويتها سواء بمدينة القصر الكبير أو زاوية عرباوة .[1]

فقد عرف عن الباشا بوسلهام الرميقي إكرامه لفقراء و مريدي الطريقة التجانية التي تعد من أهم الطرق الصوفية انتشارا بقبيلتي الخلوط و الطليق و سهل الغرب و من ذلك إقامته لليالي الذكر الصوفي برياضه بمدينة القصر الكبير و دعوته للعلماء و الفقهاء و اهتمامه بأحوالهم.

ومن ذلك ما جاء في ترجمة العلامة محمد بن قاسم الباديسي الذي ذاع صيته و بدت شهرته لعلمه و صلاحه في بداية القرن حين نزل بمدينة القصر الكبير حيث سعى الباشا بوسلهام الرميقي إلى الإقبال عليه و التقرب منه و الاستزادة من علمه باعتباره من أهل التصوف.

إلا انه بعد ذلك بدت الجفوة بينهما بسبب إنكار سيدي محمد الباديسي على أهل الطرق مسلكهم و إنكاره زيارة الأضرحة و التبرك بها و طلب الحاجات منها.[2]

مما يبين إلى أي مدى كان الباشا بوسلهام الرميقي متعلقا بالطرقية و معتقدا في بركة الأولياء و مناهضا لاي دعوة تروم التنقيص من الطرقية و زيارة الاضرحة.

ورغم الجفوة التي بدت بين الباديسي و الباشا بوسلهام الرميقي إلا أن هذا الأخير عند وفاة الباديسي قام بتجهيزه و إكرام مثواه ودفن بمقبرة سيدي بويحيى قرب ضريح سيدي رضوان بحومة باب الواد بالقصر الكبير.

لم يكن الانتماء الى التصوف الطرقي و الطريقة التجانية بغريب عن الاسرة الرميقية و الباشا بوسلهام الرميقي نظرا لما كانت تعرفه الطريقة التجانية من انتشار واسع بقبيلتي الخلوط و الطليق بحيث استطاع التجانيون و منذ القرن التاسع عشر أن يقيموا عددا من الزوايا بدواوير القبيلتين و استقطبت الطريقة التجانية المريدين من أهالي قبيلتي الخلوط و الطليق و أصبح بالتالي للطريقة التجانية ثقلا و وزنا كبيرا سعى معظم رجال السلطة إلى نيل رضا شيوخها و مقدميها.

و قد كان الباشا بوسلهام الرميقي من الفطنة بما كان حيث سعى من خلال التقرب من أعلام وشيوخ و مقدمي و مريدي الطريقة التيجانية و اكرامهم و نيل رضاهم الى توطيد دعائم سلطته و تعزيز مكانته في قبيلتي الخلوط و الطليق و على نفس المنوال سار ابن أخيه الباشا محمد الملالي الذي كانت له وقائع شهيرة في استقبال شيوخ و أعلام الطريقة التيجانية الذين حلوا بمدينة القصر الكبير.



[1]  شكاك صالح زوايا و مزارات المغرب المعاصر – منطقة الغرب نموذجا – مجلة أمل العدد 41/2013

[2]  ابن سودة عبد السلام بن عبد القادر – سل النصال للنضال بالأشياخ و و أهل الكمال فهرس الشيوخ – موسوعة أعلام المغرب – محمد حجي – دار الغرب الإسلامي – الطبعة الأولى 1996 ص 2933

Commentaires