عائشة بنت أبي عطية المهلهل بن يحيى الخلطي

عائشة بنت أبي عطية المهلهل بن يحيى الخلطي 
بقلم - بدرالدين الخمالي

تميزت قبيلة الخلط عبر تاريخها الحافل ببروز صيت عدد كبير من الاعلام و لم يقتصر الأمر فقط على رجال القبيلة و مجاهديها و اعيانها بل كذلك كان لنساء قبيلة الخلط النصيب الوافر في الشهرة و ذيوع الصيت في تاريخ المغرب عموما و تاريخ المنطقة بشكل خاص سواء تعلق الأمر بالجانب السياسي او بالتصوف او الجهاد و من أبرز الأمثلة على ذلك الأميرة عائشة بنت أبي عطية المهلهل بن يحيى الخلطي شيخ قبيلة الخلط وكبير اعيانها.

التي تعتبر من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ قبيلة الخلط خلال القرن الثالث عشر الميلادي - الثامن الهجري حيث كان زواجها بامير المؤمنين السلطان يعقوب بن عبد الحق تاكيدا للتحالف الوطيد بين الدولة المرينية و قبيلة الخلط التي وقفت الى جانب المرينيين بشكل كبير في حروبها لتأسيس الدولة سواء في المغرب او الجزائر او الاندلس وشكل مجاهدو القبيلة الجزء الاعظم من جنودها و جيشها.

فكانت هذه المصاهرة بين شيخ الخلط أبي عطية المهلهل بن يحيى و السلطان المريني تعبيرا عن مدى الرباط الذي جمع بين قبيلة الخلط و دولة بن مرين بعد سنوات من الصراع والدسائس الذي دخلته القبيلة مع دولة الموحدين و أدى إلى مقتل كثير من اعيان القبيلة.

و كان من ثمرة زواج السلطان يعقوب بن عبد الحق بالاميرة

عائشة بنت يحيى بن المهلهل ان ولدت ابنه السلطان ابو سعيد عثمان بن يعقوب الذي يعد من اعظم سلاطين الدولة المرينية

يقول عنه المؤرخ الناصري في الاستقصا: كان هذا السلطان من أهل العلم و الحلم و العفاف جوادا متواضعا متوقفا في سفك الدماء و أمه تدعى عائشة بنت مهلهل بن يحيى الخلطي بويع بعد أن توفي السلطان أبي الربيع ليلة الأربعاء ثاني رجب عام 710هـ بظاهر تازة على بني مرين و سائر زناتة و العرب و العسكر و الحاشية و الموالي و الصنائع و العلماء و الصلحاء و نقباء الناس و عرفائهم و الخاصة و الدهماء فقام بالأمر و اسوسق له الملك و فرق الأعطيات و أسنى الجوائز و تفقد الدواوين و رفع الظلامات و حط المغارم و المكوس و سرح السجون و رفع عن أهل فاس ما كان يلزم رباعهم من الوظائف المخزنية في كل سنة فصلح حال الناس في أيامه.

كما ذكرها ابن ابي زرع في الانيس المطرب باعتبارها اما للسلطان ابي سعيد عثمان بن يعقوب الا انه و بالرغم من ان المصادر التاريخية لم تسعفنا في الإطلاع على المزيد من التفاصيل عن حياتها و تعليمها إلا أن تاريخ المغرب خلد بمداد من فخر اسمها في عصر الدولة المرينية باعتبارها زوجة للسلطان يعقوب و أما للسلطان ابي سعيد عثمان و أخت عطية بن المهلهل الذي تولى سفارة المغرب مبعوثا من السلطان ابي سعيد عثمان الى السلطان الناصر بمصر.

وهي جدة السلطان ابي الحسن المريني و جدته لابيه للسلطان ابي عنان المريني.

الصورة المرفقة هي لوحة فنية للفنانة المغربية عزيزة العبيدي