نبذة
تاريخية عن التراث الصوفي المحلي - الطوائف والطرق الصوفية بقبيلتي الخلوط و الطليق نموذجا
عرض الاستاذ - عبد السلام الخمالي
القي هذا العرض بمناسبة المهرجان السنوي لجماعة ريصانة الجنوبية سنة 2014
مقدمة :
في إطار المهرجان السنوي الذي تنظمه جماعة ريصانة
الجنوبية مشكورة من أجل إحياء التراث الحضاري بمنطقة الخلوط فإنني أقدم الشكر الجزيل للأستاد السيد المحترم
عبد العزيز الجلولي رئيس جماعة ريصانة الجنوبية علي هده الدعوة وعلي هدا التشريمف
الذي خصني به من أجل المشاركة ولو بالنزر اليسير. كما أنني افتخر بأنني خلطي أبا
عن جد.
بالمشاركة بالبحث والتنقيب في الأمجاد الحضارية
الفوكلورية لسكان الخلوط المجاهدين والدين ابلوا البلاء الحسن في معركة وادي
المخازن وبالخصوص في إحياء التراث الديني الاجتماعي الاقتصادي الطوائف العيساوية-
الحمدوشية – الجيلالية .
وإنني ألاحظ إن هده الطرق الروحية الفكلورية قد
أصبح وجودها يخبو وتتلاشي أثارها من ذاكرة الأجيال الشابة ولهذا سوف نعمل جاهدين
من اجل تذكيرهم بالموروث الثقافي والتراث الحضاري بمنطقتهم ليكون لنا ولهم رصيد
تاريخي ومرجعي .
التعريف بنسب قبيلة الخلوط وأصولها
:
قبيلة الخلوط هي قبيلة عربية مغربية يرجع نسبها الي
عرب بني عامر بن صعصعة بنو المنتفق بن عامر
بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر دكرهم الحسن الوزان في كتاب وصف افريقيا ص
50 وقد رحلوا من الجزيرة العربية عبر مراحل تاريخية إلي أن استقروا بسهل الغرب
والمنطقة المحصورة بين أصيلة وسوق أربعاء الغرب والمحيط الاطلسي وكان اغلبهم
فرسانا وتسمية الخلوط جاءت من اختلاط بني
عوف وبني معاوية ويقول احمد الناصري صاحب
كتاب الاستقصاء في أخبار الخلوط وعلاقتهم بالسلطات .الحاكمةخصوصا العصرالمريني
والوطاسي كانت تعرف مدا وجزرا إلي أن وصلت الدولة السعدية إلي الحكم فاعتمد عليهم
احمد المنصور الدهبي وأخوه عبد المالك في مواجهة البرتغال والأسبان والصليبيين في
معركة وادي المخازن لما كان سكان الخلوط
يتميزون به تجلد وصبر فابلوا البلاء الحسن
بالانتصار الباهر واحتفاظ المغاربة علي إسلامهم وعروبتهم وبدلك ادمجهم احمد
المنصور الذهبي في جنده كما جندهم المولي محمد بن عبد الرحمان العلوي في حروبه
الداخلية والخارجية .
الحدود الجغرافية لمنطقة الخلوط
تنتشر قبيلتي الخلو ط و الطليق في المجال الترابي لدائرتي
العرائش والقصر الكبير ،عمالة العرائش جهة طنجة تطوان وتحد شرقا بقبيلة بني جرفط وقبيلة اهل السريف وقبيلة
مصمودة وشمالا قبيلة الغربية وقبيلة الساحل والمحيط الأطلسي .
الموضوع من الصعوبات التي تعترض الباحث والمنقب في
موضوع الطوائف الدينية و الفكلورية
بالمغرب يصطدم بشح كبير في الوثائق والمخطوطات التي تهتم يهدا الموضوع
ولدلك لجا ت إلي بعض الكتب التاريخية العامة كما إن ضيق الغلاف الزمني فأنني
اكتفيت بعرض بسيط و حتي لا تضيع منا هده المشاركة القيمة في المهرجان الفني
التقافي الحضاري لمنطقتنا .
أ ــ الطائفة العيساوية :
مؤسس الطائفة العيساوية :
لقد أسس هده الطريقة الشيخ الكامل المعروف عند عامة
الناس بالهادي بنعيسي، عاش في القرن8
الهجري بالمغرب ،وأبوه هو سيدي عيسي بن عمر من منطقة الضويحل بالساقية
الحمراء وحل الأب الي مكناسة الزيتون وتزوج بالسيدة الفاضلة مريم الفهدية وانجب
منها ثلاثة ابناء منهم الشيخ الجلل الهادي بنعيسي صاحب الطريقة العيساوية .
*الهادي بنعيسي صاحب الطريقة العيساوية سيرته :
كان حافظا للقرءان متمكنا من اللغة العربية والفقه
والتفسير كما جاء في كتاب أعلام الناس في جمال أخبار حاضرة مكناس للمؤرخ عبد
الرحمان بن زيدان .
وكلمة عيساوي تحيل عند بعض الناس عن اسم يختلط فيه
ما هو صوفي ديني بما هو فكلوري موسيقي حيث
يمتزج الذكر بالنغم ويلتحم ايقاع
الجدبة بنغمات الحضرة ، وقد احتفظت الذاكرة الشعبية بصورة جليلة عن شخصية سيدي
محمد بنعيسي كرجل صالح
واستاد روحي ،والتصق به لقب الشيخ الكامل إلي اليوم لما كان له من عمق روحي
وعناية خاصة بالذكر وتلاوة القرءان وسرد للأمداح الربانية والصلاة علي رسول الله.
والإلحان عند عيساوة تقوم بالاعتماد علي الدقات بواسطة التعريجة
والبندير والطبل والدف وابواق النفير، وعبر الأداء الجماعي ولحن انفرادي ، مما
يحدث انفعالا خاصا عند الحاضرين والمتفرجين ، وتتم إقامة حفلات عيساوة في المناسبات
الدينية كعيد المولد النبوي ، أو عشية الجمعة بعد صلاة العصر أو في حفلات الزواج
.وأكبر احتفال وأعظمه علي الإطلاق للطائفة العيساوية بالمغرب ن هو الاحتفال بذكري
الشيخ سيدي بنعيسي بمكناس . وتعتمد الطقوس العيساوية علي الجدبة والمناداة علي
الأولياء ، وعللي شيوخ الطائفة ويتوجب أثناء الحضرة إحضار ماعز أو معزة تقدم
كقربان" للجواد "وأصحاب المكان ، وهم الجن في اعتقادهم وتقذف هده الفدية
في السماء ويتم تفريق أطرافها وهي طائرة دون ذبح والغريب أن بعض رجال ونساء عيساوة
يشربون من دمها خلا ل الجدبة ،وأن اغلب المغاربة لا يؤمنون بهده الطقوس
ويعتبرونها من أمور الشعودة.
وقد انتقلت الطريقة العيساوية إلي أقطار المغرب
العربي مثل الجزائر وتونس وليبيا ،والي باكستان وجزر المالديف .. وتتوافد علي
مدينة مكناس كل سنة وفود من كل أنحاء
المغرب وأقطار المغرب العربي و أوربا ، وقد يصل عدد الموريدين والزائرين المليون
نسمة .
أما في منطقتي ثلاثاء ريصانة الجنوبية والشمالية ،
فإننا نحتفل في هدا المهرجان السنوي ونحتفي بالفرق العيساوية الموجوة ، مند عهد
بعيد بدواوير منطقة الخلوط ، وهم بدورهم مرتبطين أشد الارتباط بالشيخ الكامل سيدي
بنعبسي ويحتفلون بالمولد النبوي الشريف بمدينة مكناس ومن دواوير جماعة ريصانة التي
اشتهرت باصحاب الحضرة العيساوية دوار اولاد بن الصيد ودوار العماير ودوار طواجنة
وان بين هده الطوائف المحلية لحمة وتقارب
ومودة واوراد الشيخ الكامل يحفظونها علي ظهر قلب ويعتبرون أنفسهم إخوانا في الله وفي الطريقة العيساوية .
وان أوراد الطريقة العيساوية تنقسم إلى ثلاثة
اقسام/ هي الورد الكبير- الورد المتوسط-
والورد الصغير . وتتلي هده الأوراد بعد كل صلاة ونذكر أن الحضرة العيساوية تتلو
كلاما دينيا جميلا مثل " الصلاة والسلام علي زين المرسلين، الصلاة والسلام
علي صاحب المعراج، الصلاة والسلام علي مفتاح الجنان ،الصلاة والسلام علي الصادق
الأمين ". وألاحظ إن هده الادكار
كلها مرتبطة بالتمجيد بالرسول العظيم سيدنا محمد 'ص' ... و لدلك فان هده الطريقة
هي تقرب إلي الله زلفى ، وان كان بعض الدارسين ينتقدونها وينتقدون طرق الجدبة
العيساوية .
ب ــ الطريقة الحمدوشية
ــ مؤسس الطريقة الحمدوشية
إن مؤسس هده الطريقة هو الشيخ علي بن محمد المدعو
حمدوش عمران الشريف العلمي العروسي، وهو أحد كبار مشاييخ التصوف بالمغرب أخد عن
الشيخ محمد الحفيان وعن والده. توجد زاويته و مدفنه ببني راشد بجبال زرهون على بعد
20 كلم من مكناس ،عاش هدا الشيخ في القرن
17 م وبالضبط في عهد السبطان مولاي إسماعيل ، وتوفي رحمه الله بجبل زرهون سنة 1135
م. له زاوية شهيرة تعرف بالحمدوشية وأتباعه يعرفون عند العامة بحمادشة . قامت هده
الطريقة مند بداية أمرها على تلاوة الأوراد التي تعتمد على الاستغفار و الصلاة على
النبي (ص) وتردد اسم الجلالة ، وتنعقد الحضرة الحمدوشية بمصاحبة الآلات الموسيقية
مثل المزامير والدف والطبل. ويحتفل حمادشة بليلة الإسراء والمعراج واليوم السابع
بعد عبد المولد النبوي حيث ينظمون طوائف بالمدن المغربية ،ويجوبون لعض الشوارع والطرقات حاملين الأعلام المختلفة
الألوان، ويقودهم مقدم الزاوية ويقودون الذبيحة ،ويجمعون الفتوحات من الناس وتذبح
الذبيحة التي تكون عبارة عن ثور على نغمات الموسيقى المصاحبة .ويقضي بعض أتباع
الطريقة ثلاثة أيام في ضيافة زاوية زرهون.
وقد توسعت الطريقة الحمدوشية في مختلف مدن المغرب
وتطورت تبعا لدلك حضرتها حيث اتخدت أحيانا طابعا محليا . ومن بين تلاميذ الشيخ علي
بن حمدوش الدين ساهموا في نشر هده الطريقة نجد محمد بن يوسف الحمدوشي و أبو العباس
الدغوغي .
وتعتبر منطقة ثلاثاء الريصانة و على الأخص منطقة
الخلوط هي نفسها كسائر مناطق المغرب قد انتشرت بها الطريقة الطريقة الحمدوشية بعدد
كبير من الدواوير وارتبطت ارتباطا وثيقا
بالاحتفال السنوي الذي يقام بجبل زرهون خصوصا بعيد المولد النبوي الشريف.
وإننا في الحقيقة لا نعرف بالضبط أسماء شيوخ
الطريقة الحمدوشية بمداشير الخلوط، بسبب عدم التوثيق وشح المعلومات وأن أغلبها
شفوية ، وإننا سوف نقوم بجرد هده الدواوير بمساعدة السيد المحترم عبد العزيز
الجلولي رئيس الجماعة المحلية لثلاثاء ريصانة الجنوبية ،و تحصيل المعلومات عن هده
المجموعات الصوفية وتوثيقها من أجل أن يكون لنا في منطقة الخلوط مرجعا تاريخيا
يسجل الانشطة الفلكلورية التي تزخر بها المنطقة.
ج ــ الطريقة الجيلالية :
نبده عن مؤسس الطريقة الشيخ عبد القادر الجيلالي.
هو شيخ الإسلام تاج العارفين وسيد الطوائف أبو محمد محيي الدين عبد
القادرالجيلالي الحسني الصديقي بن أبي صالح موسى جبكي وهو صاحب الطريقة القادرية.
ولد الشيخ عبد القادرالجيلالي في نيف وهي قصبة من
جيلان أو كيلان بغرب إيران سنة 470هـ الموافق لـ 1077م ، ونشأ عبد القادر في أسرة
كريمة جمعت شرف التقوى و العلم الشرعي ، وقد نال الشيخ عبد القادر الجيلاني قسطا
من العلوم الشرعية خصوصا، على يد علماء بغداد المزدهرة وقد وصل الى بغداد سنة 488
وعمره 20 سنة في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدى بأمر الله. وبعد اتمام تعليمه وتمكنه
من علوم الشريعة ، وقد كانت حينها الدولة العباسية تعاني من الفوضى والانحلال
فنحملالشيخ عبد القادر الجيلاني أمانة الوعظ فأصبح يدعو الى المعروف والنهي عن
المنكر ، كما امتهن التدريس و الفتوى ،وكان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا ، يتقن
ثلاثة عشر علما من علوم اللغة و الشريعة ، ويقرأ بالقراءات السبع وكان يفتي على
مذهب الامام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل .وقد ألف الشيخ عبد القادر الجيلاني عدة
كتب ندكر منها :
ــ " فتوح الغيب" وبه 78 موعظة.
ــ " الفتح الرباني" و به 62 موعظة
ــ " سر الأسرار فيما يحتاج إليه الأبرار" وهو كتاب تصوف
ــ " بشائر الخيرات "
ــ " حزب الابتهال "
ــ " تحفة المتقين في الصلاة على النبي ".
وتوفي الشيخ عبد القادر الجيلالي في سنة 561 هـ بمدينة بغداد ، ودفن في
المدرسة التي كان يدرس بها ،وقد عاش 90 سنة .
ومن الوصايا التي أوصاها لأتباعه ومريديه
بقوله:"اتبعوا ولا تبتدعوا،وأطيعوا ولا تخالفوا ،واصبروا ولا تجزعوا واتبثوا
ولا تتمزقوا ن و انتظروا ولا تيأسوا ،و اجتمعوا على الذكر ولا تتفرقوا،وتطهروا من
الذنوب ولا تتلطخوا، ومن باب مولاكم لا تبرحوا ". وتوفي رحمه الله سنة 561 هـ.
ولقد تغلغلت الطريقة القادرية الجيلالية في المغرب
على يد الحجاج المتعبدين خلال ق 16 م، وخاصة على يد سيدي بومدين الغوت، وفي هدا
الصدد يقول الباحث لحسن السباعي الإدريسي"ومن المفيد التذكير أن أول طريقة
صوفية مغربية تكونت بالمغرب على يد العالم الكبير ذي الأصل الأندلسي ،ودفين تلمسان
سيدي بومدين الغوت و الذي أخد التصوف على يد شيخين مغربيين هما الشيخ الامازيغي
أبو تعزة المعروف بمولاي بوعزة ،وسيدي علي بن حرزهم المعروف بسيدي حرازم .كما ظهرت
في هده الفترة الطريقة الشاذلية ،و الجزولية لصاحبها كتاب دلائل الخيرات.
مرتكزات الطريقة القادرية الجيلالية :
تنبني الطريقة الجيلالية على مجموعة من الخطوات التعبدية ،قبل الانتقال إلى
الحضرة الربانية و التجسد الميداني ، تبتدئ بقراءة القران ، والأحاديث النبوية و
التصلية والتهليل والتسليم، ثم الانتقال تحت عناية القطب الشريف أو الشيخ إلى
مرحلة التجربة و الممارسة، التي
تستخدم فيها الكوليغرافيا (الحركات الجسدية)، و التأمل الروحاني
و الارتماء في أحضان الحضرة الإلهية .
وقد انتشرت الزواية القادربة الجيلالية في كل مناطق
المغرب ، كما أنها انتشرت في جميع البلدان الإسلامية ، و اعتنقتها قبائل افريقية
زنجية. أما في المغرب فقد أخد مريدوها كل معطيات الطريقة الجيلالية القادرية
البغدادية من قراءة الأوراد مع استعمال بعض الآلات الموسيقية مثل الناي القصبة
والبندير ،ودكر الاوراد .وقد تغيرت حيث أضيف إليها كلمات محلية . وتتميز الطريقة الصوفية المغربية أنها لا
تلحن الكلام في الوصلات الجيلالية. وقد التزمت بعض الفرق الجيلالية على ذكر بعض
القصائد الاجتماعية ، والتي تحتوي الكثير من العبر و التصالح ، مثل قصيدة الباشا
حمو، عايشة، و بواب الغابة ، وهي كلمات ربانية جميلة تقشعر لها النفوس عند سماعها،
وهي وصلات مشتركة بين احمادشة و جيلالة وكناوة .
ونذكر أن منطقة ثلاثاء ريصانة سواء منها الشمالية
أو الجنوبية قد كانت تزخر بهده الفرق الصوفية مند عهد بعيد ، وتوجد بكل المداشر
خاصة أولاد عمران ، العماير و أولاد مصباح ، وكانت هده الفرق تقيم حفلات دينية
يترأسها قطب شريف له قدر كبير من الأهمية في المجتمع .
وأعتقد أن هده الطرق الصوفية الروحانية بدأت تتلاشى
بفعل غياب رجال الطرق وشيوخها ، الدين
غيبهم الموت . وأنني قد عزمت على
مواصلة البحث بواسطة زيارات ميدانية لكل دواويرمنطقة الخلوط من أجل التوثيق ن
والمحافظة على الداكرة التراثية الحضارية.
تحليل
يبدو أن الطرق الصوفية العيساوية ، الحمدوشية
والجيلالية ، هي في الغالب طرق روحية تعبدية ، يتقرب مريدوها من الله ، ولها صلات
وثيقة بالإسلام كما أنها تؤلف بين الجماعات السكانية المتنافرة وتجعلهم ملتفين حول
شريف شيخ يأتمرون بأوامره وينتهون بنهيه ، ويستعمل الشريف سلطته الروحية في
حل مشاكل السكان الدينية ، الاجتماعية و
الاقتصادية بل أكثر من دلك حيث يتحول الشيخ الى طبيب معالج للعديد من الأمراض .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض المراجع :
-
الحسن الوزان صاحب كتاب وصف إفريقيا .
-
تاريخ ابن خلدون
-
احمد الناصري في كتاب الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى
Commentaires
Enregistrer un commentaire