تولية الحاج الملالي الرميقي أمانة خرص حبوب قبيلتي الخلوط و الطليق- وثيقة


تولية الحاج الملالي الرميقي أمانة خرص حبوب قبيلتي الخلوط و الطليق- وثيقة
بدر الدين الخمالي


عرف عن أسرة آل الرميقي الخلطية كونهم عائلة مخزنية بامتياز حظيت بثقة المخزن العلوي لمدة طويلة و ولي كثير من أعلامها القيام بمهام الأمانة و القيادة و الباشوية بقبيلتي الخلوط و الطليق و مدينة القصر الكبير حيث تولى الحاج علي الرميقي وسق المواشي في عهد المولى عبد الرحمان بن هشام و كان مسؤولا عن تصدير الثيران و الأبقار من المغرب إلى جبل طارق.[1]
 كما كان القايد بوسلهام بن علي الرميقي يتولى رعاية ماشية السلطان بمرجة راس الدوار بسهل الغرب قبل أن يوليه المولى عبد الحفيظ مهام قيادة مدينة القصر الكبير سنة 1908.[2]
و على هذا المنوال تم تعيين ابن أخيه كذلك الحاج الملالي الرميقي أمانة خرص حبوب قبيلتي الخلوط و الطليق من قبل المولى عبد الحفيظ.
كان الحاج الملالي الرميقي من وجهاء القبيلة و أعيانها وسبق له أن اشتغل خليفة لعمه القائد بوسلهام الرميقي و تولى قيادة الحركة السلطانية في عهد المولى عبد العزيز من اجل إخضاع القبائل المتمردة التابعة لايالة عمه و لذلك عينه المولى عبد الحفيظ أمينا لخرص المحاصيل الزراعية و جردها كي تحق عليها زكاة الأعشار التي توجه لبيت مال المسلمين.[3]
و يقصد بالخرص لغة الحزر و التخمين و شرعا تقدير ما على النخل من الرطب تمرا  و ما على الكرم من العنب زبيبا بان ينظر الخارص العارف فيقول يخرج من من التمر كذا و من الزبيب كذا مما تجب فيه الزكاة فقد جاء في الموطأ عن سعيد بن المسيب عن اسيد بن عتاب أن (الرسول صلى الله عليه و سلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم و ثمارهم) الموطأ – كتاب الزكاة – باب ما تجب فيه الزكاة الجزء الأول – ص 244
و اصطلاحا يقصد بالخرص تقدير دخل الأملاك و المحاصيل الزراعية التي تجب فيها زكاة الأعشار و يتم تحصيلها من قبل الامناء و توضع ببيت مال المسلمين.
و قد درج المولى عبد الرحمان و المولى الحسن الأول على تعيين أمناء الخرص بالقبائل و أسندت اليهم مهام تقدير المحاصيل الزراعية.
ورغم أن خرص الحبوب من قمح و شعير ليس من الأمور التي تنص عليها السنة إلا أن الإمام يمكن له أن يعين من يقوم بخرص الحبوب و ذلك من اجل ضمان أداء المالكين و الفلاحين للنصاب الشرعي المفروض في زكاة الحبوب.
و كانت محاصيل حبوب قبيلتي الخلط و الطليق و بني مالك الواجبة فيها الزكاة توجه في عهد المولى الحسن الأول و المولى عبد العزيز ثم المولى عبد الحفيظ بعدهما إلى هري فاس كما كانت العرائش تتلقى خرص القبائل القريبة منها.[4]
وقد جاء في كتاب توليته ( الحمد لله وحده و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على اله   
الطابع الشريف و بداخله عبد الحفيظ بن الحسن الله و ليه و مولاه
يعلم من كتابنا هذا اسماه الله و اعز أمره و جعل في الصالحات طيه و نشر أننا بحول الله و قوته و فضله و منته جعلنا ماسكه خديمنا الحاج الملالي الرميقي مكلفا بالوقوف على خرص حبوب قبيلتي الخلوط و الطليق و ما أضيف إليهما و آذناه في مباشرة ذلك عند إبانه على أن يجري في ذلك على السير المعهود و يتمشى على ما هو مراد و مقصود و ألا يتساهل لأحد فيما كلف به من ذلك الوظيف و يباشر أمره على حسب ما قرر به أمرنا الشريف و عليه في ذلك بتقوى الله و مراقبته في سره و علانيته و الله ولي التوفيق و الهادي إلى سواء الطريق و السلام في 27 جمادى الأول عام 1326 هجرية.)[5]


[1] محمد داوود- تاريخ تطوان الجزء الثالث  - معهد مولاي الحسن – تطوان – الطبعة الأولى 1959 -ص 399
[2]  محمد حجي و آخرون – موسوعة معلمة المغرب – الجزء الرابع عشر- حرف الراء – القائد الرميقي بوسلهام الخلطي – ص 4447
[3]  نفس المرجع – القائد الرميقي محمد الملالي ص 4447
[4] نعيمة هراج التوزاني – الأمناء بالمغرب في عهد المولى الحسن الأول – مطبعة فضالة – 1979 - ص 184
[5]  أصل الوثيقة موجود بمديرية الوثائق الملكية بالرباط

Commentaires